الاثنين، أبريل 21، 2008

برية محلولة


هذه " بريّة محلولة" للرئيس الحالي القادم أو القادم الحالي
بادئ ذي بداء، بأي صفة تفضلون أن أخاطبكم.. جلالة ملك الجمهورية أم فخامة رئيس المملكة ؟ على كل، ريثما يكشف بوعلام بالسايح، هويتك في أفريل القادم ... بعد عام من الآن، اسمحوا لي أن أقول لكم جلالة الفخامة.
جلالة الفخامة
لقد قررت أن أوجه لكم خطابي هذا، لا لأطلب منكم إعادة شركة " سوجيديا" لتخلصني من أسعد ربراب الذي يبيع زيتا بسعر الذهب، لأنني أعلم مثلما تعلم بأنك تعلم أن ربراب " ما يقدرلو غير ربي " و لا لأتوسل إليكم كي توفروا لي و لباقي بني جلدتي في هذا البلد، بطاطا بعشرة دنانير للكيلو لأنني أدري مثلما أنت تدري بأنك تدري أن الأرض الجزائرية التي تثمر القنب الهندي و إخوته من الحشيش المدوّخ ، و تتقيأ بترولا و غازا لا يمكنها أن تثمر لا بطاطا و لا عدس و لا لوبيا و لا حمص و لا قمح . ثم ، من أين لي بكل هذه الوقاحة، كي أطلب منكم توفير البطاطا و أنا أعرف أنني جزائري أعيش في الجزائر و ليس تونسيا يعيش في تونس الخضراء. لا ..لا .... عيب ! .. سبحان الله .. لن أتجرأ أبدا على التفوّه بمثل هذه الحماقة.
لا أخاطبكم، كي تحقق لي و لأمثالي ممن بقوا مرغمين في هذا البلد، شعار " حرية، مساواة، أخوّة Liberté, Égalité, Fraternité ، لأنك تعرف بأنني أعرف بأن هذا شعار الجمهورية الفرنسية، و أنك لا أنت نابيليون بونابرت و لا شارل ديغول و لا شيراك و لا ساركوزي .. و لا أنا إنسان فرنسي .
لا أخاطبكم، كي أقول لكم بالله عليكم، ما أن تؤدون اليمين الدستورية و تتناولوا أول شربة فريك في قصر المرادية، حتى سارعوا إلى استبدال قضاة الجزائر المستقلين و الحمد لله بـ des juges و كفى. لأنني أدرك تماما كما تدرك أنك تدرك أيما إدراك أنك لست الملكة اليزبيت و لا أنا مواطن بريطاني.
لا أخاطبكم، كي أنصحكم بأن تحرصوا كل الحرص مستقبلا على حسن اختيار النساء و الرجال الذين تعينونهم هنا و هناك على رأس الوزارات و المؤسسات و شبه المؤسسات و الإدارات، لأنني تعرف بأنني أعرف أنك تتزود من ذات " شكارة " الرؤوس التي تزود منها من سبقوك .. و فاقد الشيء لا يعطيه.
لا أخاطبكم، كي أطلب منكم، صحافة حرة، لأنك تدري مسبقا بأنني على دراية كافية بأنني لا أعيش في موريتانيا..Quand même, il faut être raisonnable ! لنكن عاقلين، فالجزائر ليست موريتانيا !
لا أخاطبكم، كي أخبركم بأنه ما من أمل للجزائر في الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، ما لم تفتح الأبواب أمام الخواص الوطنيين و الأجانب - كما فتحتها أمام البنوك الأجنبية - ، كي ينشئوا قنوات تلفزيونية و محطات إذاعية . لا أخبركم بهذا و أنت " سيد العارفين"، ثم أنا أعرف بأنني لست في فلسطين المغتصبة، و لا في العراق المحتل و لا في لبنان الممزّق، كي أتحدث عن قنوات تلفزيونية و محطات إذاعية خاصة.
لا أخاطبكم، كي تجتهدوا كما اجتهدتم في اتجاه تعديل المادة (74) من الدستور، حتى تعدّلوا قانون الأسرة و تسقطوا منه تلك المادة التي تحرّم على الذكر الجزائري حقّه الربّاني في ثلاثة إناث أخريات، ما لم توافق زوجته الأولى على ذلك ( ! ) ... لا،لا .. لن أتفوّه أبدا بهذه البذاءة، فأنا أعلم بأنكم تعلمون، جلالة الفخامة بأنني لست في السعودية و لا في ماليزيا و لا في إندونيسيا. واه مولاي.. واه، أنا فقط جزائري مسلم يعيش في الجزائر التي يقرُّ دستورها بأن الإسلام هو دين الدولة.. واه سيدي.. واه ! ثم ، ما الذي يحتم علينا، تعدد الزوجات يا سيدي، فالغاشي يتزوج في كل لحظة و في كل غابة و ركن خال، من دون لا عقد و لا شهود، و ما ولد من أطفال لا أحد يعرف آباءهم و لا حتى أمهاتهم في بعض الأحيان، البركة في ولد عباس الذي يتكفل بهم. بالمناسبة، أنصحكم، جلالة الفخامة بالاحتفاظ بهذا الشخص.. انه ينتمي إلى سلالة بشرية نادرة.
لا أخاطبكم، كي تقرّوا في عهدتكم، جلالة الفخامة، زواج المتعة، فأنا أعلم كما أنت تعلم أنك لا أنت أحمدي نجاد و لا أنا أعيش في إيران. كما لا أخاطبكم، كي تدعموا سعر بيع " الفياغرا" .. لا يا خويا، فالعمر بدأ يتقدم بي، و لست أنت جلالة الفخامة، من سيضمن لي سريرا في مستشفى " عين النعجة ".
لا أخاطبكم، كي تبنون مزيدا من الشقق. لا..لا .. أبدا، لن أقول هذه السخافة، لأنك مقتنع، جلالة الفخامة بما أنا مقتنع به، و هو أن تلك الشقق سوف لن تجد من سيقيم بها لأن الغاشي فكر، قرر و خطط: الحرڤة أو الشنق. ففي هذا البلد الذي لا هو مملكة و لا هو إمارة و لا هو جمهورية، الغاشي لا هو ڤاوري و لا هو عربي، لا هو مسلم كما يجب و لا هو مسيحي كما قد يريد، لا هو رأسمالي و لا هو اشتراكي و لا هو ليبرالي ، لا هو استطاع أن يتزوج بواحدة و لا هو تمكن من أن يدبلي، لا هو عثر على شغل، و لا هو نجح في الهرب.
لا أخاطبكم، كي أطلب منكم إقرار إمكانية محاسبتكم، جلالة الفخامة، ثم محاكمتكم ثم معاقبتكم، لأنني أعرف بأنك لا أنت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية حتى تقبل بأن تُحاسب و تُستجوب و تُحاكم، و لا أنا أنتمي إلى الشعب الذي أقام الثورة الفرنسية الشهيرة التي أطاحت بالملك. فما أنت إلا جلالة الفخامة، و ما أنا إلا واحد من 33 أو 34 مليون بشر لا همّ له في كل هذه الحياة الدنيا، عدا التحدث عبر " البورطابل"ن حتى أنني فكرت ذات مرة أن أتقدم لوزير الشؤون الدينية بوعلام غلام الله حفظه الله، باقتراح يقضي بتوزيع أموال صندوق الزكاة، على " المحتاجين" في شكل بطاقات تعبئة من نوع " ڤع " مثلا.
جلالة الفخامة
إنني أخاطبكم، فقط لأعبر لكم عن عميق حزني بمناسبة انتخابكم رئيسا لهذه الجمهورية، لأنني أعرف كما أنت تعرف بأنك سوف " ما ادّير والو"! و لأنني أعلم كما أنت تعلم بأنك لن تستطيع أن تصلح في الأمر شيئا إلا إذا ما جهزوك بتلك الآلة العجيبة التي اكتشفناها في فيلم la machine à explorer le temps ، بحيث سيكون بمقدورك بفضل تلك الآلة أن تعود بالزمن إلى 5 جويلية 1962. فتحفظوا قشابة الجبل، و تؤسسوا لدولة .. دولة.... دولة، و ليست " ميستة" . و تتأنوا قبل أن تطردوا الشركات الأجنبية و تفكروا جيدا قبل أن تجرّدوا الملاّك من أرضه بدعوى أنه " إقطاعي"، و ترقّوا الخمّاس إلى ملاّك لا ينتج لا قمح و لا شعير و لا نخّالة، و مع ذلك يتلقى في نهاية العام أرباحا من يد الرئيس شخصيا... وضعية لا يوجد مثيلا لها حتى في " بوكيمون". ها هي النتيجة، بن بلّة الذي كان رئيسا لهذا البلد وقتها، قال و هو لا يزال شابا صغيرا ، بأنه قرّر أن " يذوّب الشحمة" لأولئك الإقطاعيين، و بومدين الذي خلفه أراد أن " يربّي الشحمة" للذين لم يكن في أجسادهم لحكم، فإذا بالرجلين يذوّبان " عظم" شعب بأكمله... شعب لا يجد ما يكفيه من البطاطا، لأنه عاجز عن إنتاجها، و غير قادر على دفع ثمن ما يستورده منها .
بُعيد ( بُعيد أي مباشرة بعد ) الاستقلال، كان في الجزائر أشخاص مهذبون، متحضرون، أنيقون، يقرأون، يتذوقون، يهوون جمع الطوابع البريدية، يعزفون على القيثارة... كان الجزائريون يذهبون أزواجا إلى قاعات السينما ! و كانوا يشترون الحليب في زجاجات مغلقة و مشمّعة، لا في أكياس الزبّالة البلاستيكية السوداء و الصفراء و الزرقاء. كان في الجزائر رجال و نساء منضبطون و نزهاء ، فأزحناهم و دغعنا ببعضهم إلى الهرب، و قدنا البعض الآخر إلى السجون، و رمينا بما تبقى فرائسا للفقر، و استبدلناهم بالخمّاسة ... خمّاسة الفكر و الروح .. البو هيّوف، الأعراب الذين صنعنا منهم أثرياء و قادة . لأنهم فقط انتهازيون و الانتهازي منافق و المنافق سلبي و السلبي لا يقول " لا". نظام الحكم في الجزائر فضل التعامل مع هؤلاء .. مع " الخمّاسة" لأنهم لا يقولون " لا"، بدلا من الآخرين.. المتمدنين لأنهم يفكرون و لأن كل من يفكر، يقول " لا" عندما لا يقتنع. و النتيجة، ها هي ماثلة أمامنا و أمامك أنت جلالة الفخامة، الأرياف هجرها الخمّاسة ثم أحرق الإرهابيون ما تبقّى منها، و المدن تريّفت، و دمّر الإرهابيون ما بقي من أطلالها.
عن جزائر ما بعد الاستقلال، قال لي صديق ذات مرة:" في بلادنا كانت هناك قلّة من المساجد، و قليل من المصلّين، لكن كان هناك كثير من الأخلاق العالية beaucoup de morale mon ami il y’avait. بينما اليوم، توجد مساجد في كل مكان، و المصلّين لا يعدّون، لكن عندنا zéro morale". مثل ذلك، مثل ما حدث لي ذات يوم من شهر ديسمبر ، حينما نزلت في ساعة جد متأخرة من الليل البارد، بمدينة بروكسل عاصمة بلجيكا. كانت تلك أول مرة أزور فيها تلك المدينة الأوربية، و لم أفلح في معرفة الفندق الذي كنت سأقيم به، فانتهزت فرصة مرور أول شخص و سألته إن كان يعرف ذلك الفندق، فرافقني طيلة مسار لا تقل مسافته عن نصف كيلومترا تقريبا، إلى أن أوصلني إلى باب الفندق، ثم تمنى لي "ليلة سعيدة" و ذهب لحاله ... مع أن الرجل كان " خابط".. أعمى .. " ضاربها للترن "! بينما حدث لي أيضا ذات صيف منذ سنوات أن كنت بدمشق عاصمة سوريا، و سألت احدهم أن يدلّني على شارع معين، فلم يكلف نفسه أكثر من استعمال يده اليمنى ليقول لي اذهب من هنا، و عندما شكرته و هممت بالسير لحالي، قال لي : " ما بتعطيني مصاري" و مصاري يعني حلاوة يعني بقشيش ! .. نعم كان الرجل يطمع في أن يقبض مني " مصاري" لمجرد أنه استعمل يده اليمنى ليدلني على الطريق.. مع أنه كان يرتدي قميصا، و لحيته كانت تكاد أن تلامس ركبتيه !
في جزائر بُعيد الاستقلال، لم يكن الإنسان الجزائري، يبصق أمام الملأ ، في الشارع. جزائري اليوم، ينزل من سيارة لا يقل ثمنها عن نصف مليار، يرتدي بدلة لا تقل قيمتها عن عشرة ملايين، و يفعلها كبييييييرة أمام المارّة.
في جزائر، بُعيد الاستقلال، عندما كان الريف ريفا، و المدينة مدينة، لم يكن الجزائري، يخطف الأطفال و يغتصبهم و يقتلهم و ينكّل بأجاسادهم.
في جزائر، بُعيد الاستقلال، كانت الفتيات و النساء لا يعرفن الحجاب و لا يزلن يرتدين الفساتين و التنانير و يرتدن قاعات السينما و يدرسن في أقسام مختلطة، و لكنهن لم يكن يزنين تحت الجسور و يُنجبن سفاحا في المراحيض العمومية . لنترك كلمة الفصل للإحصائيات.
جلالة الفخامة
إنني أجدد لكم الحكم عليكم " و الله، والله... و والله ما ادّير والوا" ما لم، إما:
أولا: أن تحصل على تلك الآلة العجيبة التي تعيد بك إلى الوراء، فتصحح الأخطاء الفظيعة التي اقترفها سابقوك، و التي جعلتنا ما نحن عليه الآن. و هذا أمر متعذر البلوغ .. و هل يصلح العطّار ما أفسده الدّهر ؟ثانيا: أطلب منا عهدة مدتها 25 سنة.. ربع قرن ! نعم ربع قرن. و إذا كان الدستور، لا يسمح لك بذلك، فألغه، و لا تكتفي بتعديله. لكن في المقابل، أقضي على الجيل الفاسد الحالي بالتدريج ليحل محلّه جيل جديد كذلك الجيل الذي كان يعيش في الجزائر منذ 46 سنة. وحده، جيل من تلك الطّينة النبيلة قادر على يضمن للجزائر الاستمرار ... و يقيها من استعمار جديد، لأنني، جلالة الفخامة، لا أستطيع أن أتصوّر أن أقوياء العالم سيتركون هذا البلد الشاسع الجميل الغني بين أيدينا، و نحن على كل هذا القدر الفظيع من العجز و الفكر " الخمّاس" الانتهازي المنافق. لقد أردتمونا أن نكون هكذا. شعب لا ننتج و ننافق لننتفع ... و المهم هو ألا نقول لكم " لا". السلام عليكم.

الأحد، أبريل 20، 2008

كلهم بوتفليقة


هناك من يتساءل إن كانت الجزائر، محكوم عليها أن تبقى أسيرة لعبد العزيز بوتفليقة و كأن الجزائر التي أنجبت بوتفليقة ليصبح رئيسا لها، لم تنجب من يمكنه أن يكون خليفة له. أنا أقول بأن التساؤل في محلّه، و أن الطبيعة لا تقبل بالفراغ، و مثلما وُجد في الجزائر من حرم بوتفليقة من خلافة بومدين عام 1979، وُجد كذلك من أتى به لخلافة زروال عام 1999. و مثلما وُجد فيها أيضا من أتى ببوضياف لخلافة بن جديد عام 1992، وُجد أيضا من قتله. و مثلما وُجد من أقنع بوتفليقة بأن يكون شبه رئيس عام 1994، وُجد أيضا في نفس العام من أقنع اليمين زروال بتعويض بوتفليقة الذي رفض في آخر لحظة بعدما كان قد أعطى موافقته. و مثلما وُجد عام 1979 من قال: لا أحد يخلف بومدين غير الشادلي بن جديد، وُجد أيضا من قال للشادلي عام 1992: سيادة الرئيس أحزم متاعك و غادر المرادية بسرعة... و بالتالي، من الغباء التسليم بصحّة الاعتقاد أن لا أحد يمكنه أن يعوّض بوتفليقة . و لكن ... و لكن
و لكن، هل الشخص الذي قد يخلف بوتفليقة سيكون أفضل منه ؟ أنا أقول لكم بأنه - إن هو وُجد و إن هو أُنتخب- لن يكون لا أفضل من بوتفليقة و لا أسوأ منه. بل سيكون بوتفليقة مكرّر. الذي قد يخلف بوتفليقة سيفعل حرفيا و بالتفصيل الممل ما فعله و لا يزال يفعله بوتفليقة. تماما كما يفعل بوتفليقة ما فعله قبله زروال و بوضياف و الشادلي و بومدين و بن بلّة. أنا واثق من أن طرحي هذا قد لا يؤيده البعض، و لكن هؤلاء غير المعجبين بفكرتي قد يكونون من صغار السن الذين يجهلون الكثير أو كل شيء تقريبا عن تاريخ السلطة في الجزائر منذ 1962 أو حتى منذ ما قبل الاستقلال إن أردتم. لأن العارفين بالحد الأدنى لتاريخ حكم بن بلّة، بومدين، الشادلي، بوضياف، علي كافي، زروال.. ثم بوتفليقة ، يدركون بالضرورة أن هذا الأخير ( بوتفليقة ) ما هو إلا نسخة مطوّرة بعض الشيء رما للذين سبقوه من رؤساء لهذا البلد.
كثيرون هم المعجبون باليمين زروال، و الرجل جدير بالإعجاب و التقدير لأنه تحمل مسؤولية تسيير شؤون البلد في ظروف سوداء و في ظل خزينة خاوية، ثم ازداد إعجاب الناس به عندما فاجأ العالم بقراره رمي الحكم لغيره. و لكن زروال هو أيضا الرجل الذي لم يصدر أمرا بعدم قمع الرجال و النساء الذين خرجوا إلى الشارع للاحتجاج على أشهر و أفظع تزوير انتخابي حدث عبر كامل تاريخ الجزائر الطويل، عام 1997. حينها لمن لا يتذكر، كان أحمد أويحي رئيسا للحكومة، و التزوير وقع في وضح النهار بحماية من كانوا يسمّون أنفسهم " الدولة" آنذاك، لكي يستحوذ " الرّندو" على أغلبية المقاعد. نعم، أنا واحد من الجزائريين الذين لن ينسوا أبدا " الحڤرة " التي مورست في ذلك الوقت في حق ممثلي الأحزاب السياسية و المجتمع المدني لدى خروجهم للاحتجاج على التزوير الذي وقع، و اليمين زروال بوصفه رئيسا في ذلك الوقت يتحمل المسؤولية كاملة عما حدث.
منذ أيام ، عاشت الجزائر احتجاجات عمّالية كثيرة، و في كل مرة كانت " القزّول" حاضرة. زملاء لي علّقوا في كتاباتهم على تلك الممارسات القمعية، و لكني - و قرّائي يتذكرون دون شك- أنني لم أكتب كلمة عما حدث. لماذا؟ ببساطة لأن " الهراوة" لا هي غريبة عني و لا هي منتوج " مايد اين بوتفليقة ". و إنما العصا، و القنابل المسيلة للدموع و الجر إلى شاحنات الشرطة، طقوس جزائرية بنسبة مائة بالمائة مارستها كل الرؤوس التي تعاقبت على الحكم منذ 1962، حتى أن الجزائري الذي قد يحتج في الشارع، و لا ينال قسطه من الضرب على أيدي عناصر مكافحة الشغب، قد يعود إلى بيته حزينا، و في فمه طعم " الحڤرة ".. فهو خرج و تجمهر و صرخ و ندب وجهه، و لا أحد رد عليه بالقزّول ! أو تتصوّرون أن الرجل الذي قد يخلف بوتفليقة سيتخلّى عن العصا ؟ بالحرام و الثلاث، أول شيء سيقوم به غداة أدائه لليمين الدستورية هو نشر إعلان عن مناقصة دولية لتجهيز مصالح الأمن بعصي الكترونية ( مثلا) تصيب كل رجل يُضربُ بها و كل امرأة، بالخصي أو العقم مدى الحياة ! ألم أتحدث لكم في عدد الأسبوع الماضي عن إشكالية الفرد الجزائري. خذوا أي سجين، حرّروه و كلفوه بمهمة السجان و أنتم ترون ما سيدهشكم من ألوان القمع و التعذيب و " الحڤرة" التي سيتفنّن الرجل في ممارستها على رفاقه السجناء السابقين. أريدكم أن تقتنعوا نهائيا بأن هذا المجتمع لا ينجب حكّاما ديمقراطيين. فمهما يكن اسمه بوتفليقة أو الشادلي أو بومدين أو بن بلّة ... أو آيت أحمد أو أويحي أو حمروش أو مهري و خصوصا إن كان اسمه خليدة، فهو سوف لن يكون إلا حاكم لا يؤمن بعبقرية أحد غير عبقريته هو و لا حكمة من دون حكمته هو و لا حق لحد عدا حقّه هو و لا تجربة من غير تجربته هو .. و ما أن يستلم الحكم و بعدما يأمر بنشر منافصة الهراوات المسبّبة للخصي، سيأخذ ورقة و قلم و يشرع في جرد كل العوامل الكفيلة بإعاقة بقائه في الحكم. بوتفليقة، مثلا أعاقه الدستور للبقاء في السلطة، و لذا قالوا بدلا منه أنه قرر تعديله ليستمر رئيسا لعهدة ثالثة. خليفته قد لا يعدّل الدستور لكي يخلّد في الحكم، و إنما قد يلغيه.. يقضي على جدّه نهائيا، و أنا و أنت و حمّه لفرودور سنلتقي و نقول: " و الله عندو الحق... فما جدوى دستور، الناس مدايراتو شنڤلة، شلاكة، بُلغة ! ".
أن يكون اسمه بن فليس، بن بيتور، أبو جرة ، جاب الله، بلحاج، أو سعدي فهذا لا يعني أكثر من اسم و شكل عندما يكون رئيسا. لأنك و أنت تشاهده في التلفزيون الجزائري، يجوب مدن الجزائر و قراها، و يدشّن حنفية هنا و خط كهربائي هناك، لا يجب أن تترك نفسك تذهب ضحية خداع بصري، و تذكر و ذكر نفسك بأنك تشاهد بوتفليقة، زروال، الشادلي أو بومدين أو بن بلّة.
كلهم ديمقراطيون عندما يكونون خارج السلطة. جميعهم دكتاتوريون ما أن يستولوا على الحكم. أو تتصورون سعيد سعدي رئيسا يفعل عكس ما يفعله بوتفليقة ؟ أو تتخيّلون عباسي مدني أميرا للمؤمنين أكثر ديمقراطية من بوتفليقة ؟ أو ترون في الحلم، أسعد ربراب يبيع زيته بنفس ثمن الزيت التونسي المهرّب، لأن رئيس الجمهورية رجل اسمه أبو جرة سلطاني ؟ أو يتهيأ لكم أن البطاطا ستُباعُ الخمسة كيلو بمائة دورو، عندما يدخل مولود حمروش، المرادية ؟ أو تعتقدون أن الصحفيين لن يعاقبوا قضائيا بأحكام تقضي بحبسهم، عندما يصبح عبد الحميد مهري رئيسا للجزائر لأنه ما انفك يتحدث عن الديمقراطية " الحقّة" ؟ أو تظنون أن الروس سيبيعون لنا طائرات حربية كتلك التي يتوفر عليها جارنا المغربي،عندما يصبح آيت أحمد قائدا أعلى للقوات المسلحة ؟ أو تتوهمون أن الانتخابات ستكون أقل غشّا و تزويرا و تلفيقا عندما تنتخبون أحمد أويحي قاضيا أولا للبلد ؟ ... لا أظن فلكهم بوتفليقة، كلهم زروال، كلهم الشادلي، كلهم بومدين و كلهم بن بلّة... كلنا بوتفليقة، لن نكون لا أفضل من بوتفليقة و لا أسوأ منه. سنكون بوتفليقة فقط، لأن بوتفليقة لم يكن لا أفضل من بن بلّة و بومدين و الشادلي و زروال و لا أسوأ منهم.. لقد كان و لا يزال مثلهم. هو مثلنا، و نحن مثله.
و لو يحدث، لا قدر الله أن تحدث المعجزة، و تغيثنا السماء برئيس لا صلة له مطلقا بكل الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم الجزائر، لما طال بقاؤه في الحكم، لأننا سنكون أول من يرفض بقاءه. فنحن الشعب الوحيد في العالم ربما، الذي يقول فيه مدير ولائي:" هذاك والي امتاع الصحّ .. لقد قال لي ذات مرة، لو لا تنجز المشروع في الأجل المحدد.. - نحكمك نفلڤك - !! ". نحن هكذا نعشق كل من " يفلڤنا " . و هذا أمر طبيعي بالنسبة لشعب " يفلڤ" بعضه بعض بالمحشوشة، بالخنجر، بالمرڤاز، بلحم الأحمرة، بالسرقة و الرشوة... أو بخطف الأطفال و هذا أضعف الإيمان. و شعب " يفلّڤ" كهذا لا يليق له إلا رئيس " يفلّڤ". و الحمد لله أن مخزوننا من الرؤساء الذين " يفلّڤوا " لن ينفذ لأن في الجزائر أزيد من 30 مليون ابن آدم كلهم " يفلّڤوا " . السلام عليكم.

القائمون على تسيير البلد


جريدة أسرار الجزائرية الأسبوعية المستقلة/ العدد 181

عندما أعود إلى الوراء و أحاول أن أتمعن بعض الشيء في تفاصيل الأحداث، أكتشف أن فكرة إنشاء المجلس الأعلى للدولة، عقب استقالة الرئيس المُقال الشادلي بن جديد، لم تكن فكرة بطّالة كما يقول المصريون. 5 رؤوس بدلا من رأس واحدة !
الفكرة التي ينسبها البعض إلى عبقرية نظام الحكم في الجزائر، قال لي عنها "زوّالي" متقاعد منذ أزيد من عامين أنها كانت فكرة لصحفي جزائري، اقتبسها من يسميهم رئيس الحكومة الأسبق بن بيتور " القائمين على شؤون البلد" من دون أن يحصل ذلك الصحفي طبعا، لا على حقوق التأليف و لا على حقه في شيء من الشهرة، فنحن لسنا في الولايات المتحدة الأمريكية بطبيعة الحال، و لكن هذا ليس موضوعنا !
من يصدق أن تلك الفكرة هي لصحفي ربما هو نفسه لا يعرف بعد أنه صاحبها و أن ذلك الصحفي بقلم " متاع ثلاثين دورو " أنقذ مهندسي جانفي 1992 و أخرجهم من مأزق ما بعد ذهاب الشادلي ؟! أنا صدقت، و لأنني أصدق ذلك الكلام ، أقترح على الذين يسمونهم " السيستام" أو أولئك الذين يجسدونه بأن يعودوا إلى تلك الفكرة التي ملأت كل ذلك الفراغ الدستوري الذي تسبب فيه ترحيل الشادلي من المرادية.
لم لا ؟! فالجزائر هي الجزائر، و الزمن الجزائري لا علاقة له بالزمن العالمي ، و نمط تفكير جويلية 1962 عندما استقلت البلاد، و بويع بن بلة رئيسا للجمهورية، هو نفسه الذي فكرنا به في 1965 لما بويع بومدين رئيسا لمجلس الثورة بعدما انقلب على رفيقه بن بلة، و في 1978 عندما زُكي الشادلي بن جديد رئيسا خلفا للراحل بومدين و في 1992 حينما دُعي بوضياف و هو بمنفاه الإرادي بالمغرب ليعود لبلده رئيسا و في 1994 عندما بُورك اليمين زروال رئيسا للدولة و في 1999 لما حصل " الإجماع " من حول عبد العزيز بوتفليقة ليدخل المرادية التي كان الكل يتصور في ديسمبر 1978 أن لا أحد سيقيم بها بعد ذهاب بومدين للراحة الأبدية عدا بوتفليقة و في 2004 عندما تم الإبقاء على بوتفليقة رئيسا للبلد.
نظام الحكم في الجزائر، كما يشهد عليه الزمن الجزائري الذي لم و لا و لن يتغير، لم يضع أبدا يده على خده و راح يتفرج عاجزا كالوليّة أمام المآزق الجزائرية و ما أكثرها، و الفكرة المنقذة قد يستوحيها السيستام من بضعة سطور بائسة لصحفي نكرة أو من نكتة تلفظ بها جزائري لا يُضحك إلا زوجته لأنها تخاف بطشه . تماما كما استنجد الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن و وزيره للخارجية كولن باول برسومات و نصوص مرمية منسية على شبكة الأنترنت، استظهرها كولن باول أمام المجتمع الدولي و أعضاء مجلس الأمن على أنها الدليل القاطع على أسلحة الدمار الشامل التي كان يتوفر عليها رئيس العراق الشهيد صدام حسين !
نظام حكم الجزائر، عبقري كما يوصف، و يتقن أيما إتقان لعبة اقتباس الأفكار النيّرة حسب ما يُحكى عنه. فهل هو لا يزال يبحث عن فكرة تصلح للاقتباس، يحرك بها عربة العهدة الثالثة التي توقفت في ربع الطريق، أم أنه عثر على الفكرة التي أعطبت تلك العربة، على نحو لن ينفع معه لا الميكانيكيين و لا السحرة ؟
بوتفليقة سكت و أسكت معه دعاة العهدة الثالثة و تعديل الدستور لأنه ابن النظام و يعرف ما لا يعرفه حمه لفرودور عن منطق تفكير النظام. فنحن الآن في شهر أفريل، و بعد 12 شهرا فقط، ستُجرى الانتخابات الرئاسية التي حسبناها كلنا محسوم فيها مسبقا للمترشح الرئيس ( كما كانوا يسمونه عشية رئاسيات 2004 )، و بدلا من أن تدخل الحملة البوتفليقية الطريق السريع، نرى الناس ينسحبون عائدين إلى " عششهم" و الخيبة تطبع وجوههم ... هذا عائد و كله رغبة في تقطيع " البندير" الذي ظل يسخّنه طيلة شهور، و ذاك راجع و هو يتساءل ماذا سيفعل بالڤصبة التي لا تطلق إلا نغمة واحدة عنوانها " العهدة الثالثة" ... بالنهاية ما الذي يكون قد حدث ؟ .. أين يكمن المشكل ؟
يقول قائل أن بوتفليقة يريد أن يرشح نفسه لعهدة ثالثة. أين وجه المشكل .. فليرشح نفسه ! يرد آخر أن الدستور الجزائري الحالي يمنع البقاء في الرئاسة لأكثر من مرتين فقط و أن بوتفليقة يريد أن يقول - لأنه لم يقل بعد- بأنه يريد أن يعدل الدستور على النحو الذي يسمح له بالاستمرار رئيسا للمرة الثالثة. و من الذي يمنع بوتفليقة من أن يقول ما هو راغب في قوله.. فليظهر و يخاطب انس و جن هذه الأرض: يا خلق الله، إنني أريد أن أرقّع ها الدستور كي أستطيع أن أبقى رئيسا عليكم للمرة الثالثة... و يرفق تصريحه هذا بإكسسوارات كلامية تكميلية أخرى من شاكلة " لإتمام بناء صرح الدولة الجزائرية الحديثة و تحقيق الرقي و الازدهار... و...و ". يا الله، ماذا ينتظر فليتكل على الله، و يقول مثل هذا الكلام الذي أظن أنه لا يكلف أكثر من بضعة لترات من البنزين تستهلكها شاحنة النقل التلفزيوني التابعة لحمراوي، ثم إن المسافة بين شارع الشهداء و المرادية ليست ببعيدة ... يا الله على بركة الله، فليطل علينا على الثامنة مساء، و يبلغنا بحكاية تعديل الدستور هذه... ما الذي يمنعه ؟ يرد آخر بأن بوتفليقة لا يريد أن يقول بأنه ينوي تعديل الدستور، ما لم يحصل على الموافقة المبدئية المسبقة على فكرة تعديل الدستور ! سبحان الله.. لأول مرة في حياتي أسمع عن شخص يريد أن يخطب امرأة، و لكنه يريد ألا يخطب قبل أن يوافق أهلها على تزويجه ابنتهم ! ثم موافقة من تلك التي لا يريد بوتفليقة أن يتكلم ما لم يحصل عليها أولا؟.. موافقتنا نحن ؟! أظن أننا حسمنا هذه المسألة منذ 62، و قلنا بأننا نحن " الشعب برك" لا نوافق أبدا و لا نعارض مهما يحدث، و بوتفليقة نفسه يعرف بأننا " الشعب برك". إذن موافقة من، تلك التي يريد بوتفليقة انتزاعها قبل أن يتحدث و يقول: أريد أن أعدل الدستور ؟ يرد آخر: انه يريد موافقة من يسميهم بن بيتور: القائمين على تسيير شؤون البلد". و من يكون هؤلاء " القائمون على تسيير شؤون البلد " الذين يتحدث عنهم الكل و لا أحد يتجرأ على نعتهم بأسمائهم أو ألقابهم .. من يكونون، و نحن الذين نتصور أنه ما من أحد قائم على تسيير شؤون البلد أعلى من الرئيس.. من يكون هؤلاء الأشباح يرحم والديكم ؟! العسكر؟ أظن أنه حينما يحصل بوتفليقة على موافقة هؤلاء سوف لن يكون في حاجة لأن يخاطبنا ليعبر لنا عن رغبته في " تزويق" الدستور لأننا نحن " الشعب برك " و لا دخل لنا في القضايا التي تهم لا حاضر و لا مستقبل البلاد .. لا يا سيدي، عاش من عرف قدرو، كل واحد في بلاصتور.. الرئيس هو الرئيس و العسكر هم العسكر، و نحن واش دخلنا ! إذن، ما من شك أن أولئك الذين يخاف حتى رؤساء الحكومات السابقين تسميتهم بأسمائهم، قد أعطوا موافقتهم ، ما دام بوتفليقة ساكتا، لأنه كما قلنا هو ليس في حاجة لأن يقول لنا أي شيء بهذا الخصوص، بمجرد ما يحصل على موافقة العسكر على مشروعه .. و عما قريب إن شاء الله سيعدّل الدستور، و يبقى بوتفليقة رئيسا .. ما من مشكل يعني !
يرد آخر: لا .. إن العسكر و بوتفليقة غير متفقين بخصوص تعديل الدستور و العهدة الثالثة ! هذا هو الكلام الذي لا أستطيع أن استوعبه.. ما معنى أن العسكر و بوتفليقة غير متفقين حول هذا الموضوع؟ من منهم يريد ماذا ؟ من منهم يقول لا للآخر... هل من مجيب فأنا أريد أن أفهم؟ يرد آخر: إن العسكر ضد الأبدية في المرادية ! و لكن من التافه الذي قال للعسكر بأن بوتفليقة يريد أن يبقى للأبد في المرادية.. من هو الشيطان المعتوه الذي يصطاد الضفادع في المياه العكرة .. من هو الفاسق الذي أتى بهذا النبأ؟ .. يا جماعة إن جماعة بوتفليقة ما انفكوا يرددون " عهدة ثالثة .. عهدة ثالثة.. عهدة ثالثة un troisième mandat فقط. فلنعدل هذا الدستور، و بدلا من عهدتين نضع ثلاث عهد، و كفى بالله حسيبا.. أين المشكلة.. بسيطة يعني. ثم أن تعديل الدستور ليس فيه ما يحيّر. غرفتا البرلمان أو إحداهما فقط تكفي لكي نُلبس دستورنا بدلته الجديدة، و ربما لا يحتاج الدستور أصلا لدخول لا الغرفة العليا و لا السفلى، لأن بدلته قد يرتديها في غرفة الحاجب، و " يدوّر ". فأين المشكلة أم أننا نريد اختلاق مشكلة من الرقم ثلاثة. فالبشرية جمعاء تؤمن بمقولة ما من مرتين إلا و كانت لهما ثالثة jamais deux sans trois . يا الله فوتوها، عدلوا الدستور و أضيفوا له الرقم ثلاثة، و الصلاة على النبي.
يرد آخر: لا، إن كلام جماعة الرئيس كانوا ( كانوا لأنهم لم يبقوا) يقولون كلاما يُفهمُ منه أن بوتفليقة يريد تعديل الدستور على النحو الذي يجعل عدد العهد مفتوحا، و غير محدود لا في مرتين و لا في ثلاثة و لا في أربعة و لا في خمس... و لا ! بمعنى أنه بوتفليقة يريد acte notarié . فليكن .. فليتركوه يعدل الدستور على النحو الذي يبقيه رئيسا للأبد. أين المشكلة، فهو كما كانت تقول جدتي " قاري، و صاحب بومدين و يعرف يهدر و يركب في الطيّارات و تسلّم عليه الريّاس".. أين الإشكال.. هل لا بد لنا من أن نغير الرئيس ؟! يرد آخر: و لكن الآخرون يريدون أن يحكموا هم أيضا ! و من قال أنه لا يحكمون.. أ لم يسميهم بن بيتور القائمين على تسيير شؤون البلد ؟! يرد آخر: و لكن بوتفليقة ليس من النوع الذي يحكم معه الآخرون ! ما دام بوتفليقة ليس من النوع الذي يقبل بأن يحكم معه الآخرون كما تدعون، فليفعل ما يشاء إذن. لماذا أنتم تقولون بأنه لم يحصل بعد على الموافقة على تعديل الدستور ليبقى رئيسا... يا الله، العمال على ربي، فليجهر بقراره و يعدل الدستور و يبقى رئيسا ؟! يرد آخر: انه يخشى رد فعل الآخرين الذين لا يتركهم يحكمون معه ! هذا الفيلم الدزيري أرهقني، و ما من حل له عدا أن يحكم هذا البلد كل من يريد أن يحكمه. فلنعد إلى فكرة 1992... 5 أو ستة أو سبعة " ترّاسة" كلهم رؤساء، و لنسميهم " القائمون على تسيير شؤون البلد" .. مثلا. و ليحكموا الجزائر إلى الأبد.